حوار مع عامل مُضرب عن العمل بمطار محمد الخامس

أجرى الحوار: جريدة المناضل-ة

يجري نضال عمالي هو الأول من نوعه في مطارات المغرب، سواء بحجم الشغيلة المشاركين فيه، أو حجم المجهود المبذول لهزمه، بتجند الجهات المسؤولة عن المطار، وحتى  جهات في الدولة غير معنية مباشرة بالخدمات الارضية في المطار.  هذا النضال يلقي الضوء من جديد على  جحيم الاستغلال الذي تلقى فيه شركات ما يسمى المناولة قسما من الطبقة العاملة المغربية. هذا القسم يتعاظم بفعل تعميم هذا النوع من تدبير اليد العاملة، ويجب مع هذا التعميم توسيع التضامن العمالي. من أجل هذا نلقي بعض الضوء على حالة هذه الفئة العمالية وكفاحها الجاري بمطار محمد الخامس عبر الحوار التالي:

من هم عمال الخدمات الأرضية بمطار محمد الخامس؟

نحن عمّال وعاملات الخدمات الأرضية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، نقوم بأشغال شحن وتفريغ الأمتعة، وسياقة الحافلات داخل المطار، والصيانة والميكانيك، ونبلغ تقريبا 1200 عامل-ة، و80% منا تفوق خدمته بهذا المرفق المهم 14سنة.

نشتغل على مدى العشرين سنة الأخيرة لدى مقاولات من باطن، تتعاقد معها إدارة الخطوط الملكية المغربية. ونشتغل لديها بعقود عمل مؤقتة لمدة ثلاث أو أربع سنوات. أول شركة مناولة بالمطار هي “كازا تيكنك”، وآخر هذه الشركات الملتحقة حديثا بالمطار هي Gpi. وشركات المناولة الأخرى هي: ECN وRMO.

ماهي أوضاع عملكم؟

عشنا، ولازلنا نعيش، في ظل أوضاع عمل هشّة،فأجورنا ضعيفة وعرضة لمزيد من القضم بسبب اعتماد عقود العمل المُؤقتة، وضغط ساعات عمل زائدة بشكل مستفز تصل إلى اثنا عشر ساعة يوميّا، فضلا عن عدم التصريح بأيام العمل كاملة لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.. عمليا النزر اليسير من الحقوق الوارد في تشريعات الشغل مُصادر.

وهل تتمكنون من المطالبة بتحسين شروط العمل؟

 هذه الأوضاع تعمقت بسبب مُصادرة حرية العمل النقابي بالمطار، حيث تعرضنا، ونتعرض للطرد الجماعي (60 مطرودا دون علم مسبق ممنوعون من ولوج المطار) وتلفيق التهم الوهمية لأعضاء المكتب النقابي، كان أخرها سجن الكاتب العام للفرع النقابي، وإطلاق سراحه بعد تبين براءته. واعتقال عمال أخرين عقب الإضرابات الأخيرة اطلق سراح البعض وبقي العاملين التاقي زمان ومحمد الصبار رهن الاعتقال، مظافا إليهما معتقلين جديدين: ياسين لحنوش، محمدالعدناني. إنها أشكال تعسّف وقمع تتناقض مع سمعة ومكانة مطار محمد الخامس.

كيف تفجرت احتجاجكم؟

بعد صراعات وشد وجدبفي السنتين الأخيرتين، تمكّنا من توقيع ميثاق إجتماعي بعمالة النواصر مع كل الأطراف المتدخلة: وزارة الداخلية والمدير العام لمطارات المغرب وعامل إقليم النواصر والأمانة الوطنية للإتحاد المغربي للشغل، وكذا الكاتب العام لنقابة عمال الخدمات الأرضية بالمطار. تضمن الاتفاق18 مطلبا ثم الالتزام والتوقيع على تلبيتها. كان هذا في2 يوليوز 2019.

كنا في انتظار تفعيل بنود هذا الاتفاق والتي ستضمن استقرارنا مهنيا واجتماعيا، لكننا تفاجأنا بتصرفات تعسفية طالت أعضاء المكتب النقابي وبقية العمال والعاملات، وصلت حد الاعتقالات في صفوف العمال، وبدون تهم. (بما فيها بحث عن العمال يصل إلى ترويع أسرهم بالبيوت).

 لقد تعرضنا لكذب وافتراء وخداع من طرف إدارة المطار،وحملة تشويه،حيث جرى تقديمنا للرأي العام على أننا فوضويين مُصرّين على الاحتجاج رغم “نيل كل حقوقنا”. وكان هذا مقدمة لعسكرة المطار وتدخلات خلفت مصابين ومُعتقلين. هذا ما جعلنا ننتفض ونسلك سبيل الاحتجاج.

نقابيا في أي إطار تتنظمون؟ وماهي الخطوات التي سلكها تنظيمكم النقابي؟

لسنوات ونحن منظمون في الاتحاد المغربي للشغل (وأقلية في الاتحاد الوطني للشغل). وننظم باستمرار جموعاتنا العامة في مقر الإتحاد المغربي للشغل بالبيضاء. لقد سلكت مركزيتنا في البدء طريق التفاوض والحوار من أجل تطبيق بُنود مدونة الشغل، والالتزام بالاتفاق الاجتماعي.غيرأن الاستفزازات والقمع جعلت تنظيمنا النقابي يدفع في اتجاه التصعيد بدءً ببيانات احتجاج سواء بيانات الكتابة الوطنية أو لفروع شتى، أعقبها استئناف إضراب 24 ساعة ينطلق من الساعة السادسة صباحا، قابل للتمديد.

كيف تتعامل إدارة المطار وشركات المناولة مع الإضراب؟

شارك في الإضراب حوالي 1000 عامل-ة وكان ناجحا بكل المقاييس، بالنظر لالتفاف العمال ووحدتهم، وقد دعى له جهاز نقابي للطوارئ (خلية تتبع للإضراب فيها أبرز كوادر نقابة الاتحاد المغربي للشغل).

شركات المناولة التزمت الصمت كالعادة. فمنذ  بداية المشكل مع “رام هندلينغ” تراجعوا إلى الوراء. إدارة المطار حاولت التقليل من أهميةالوقفة الاحتجاجية التي نظمناها صباحا، وقللوا من تأثير إضراب عمال الخدمات الأرضية على سير المطار، وفق بلاغ إدارة المطار وتصريح مديره للمنابر الإعلامية.

 لكن بحكم خبرتنا المديدة، كانت هناك خسائر كثيرة وتأخير كبير في مواعيد الطائرات،وتوقفات مفاجئة ومتكررة واضطراب حركة النقل الجوي. وثمة رحلات جوية سجلت تأخرا. وقد عمدت إدارة المطار إلى تعويضنا بكاسري إضراب هم عمال النظافة والحراس الأمنيين الذين يشتغلون بنفس المطار، وكذا أفراد  من متقاعدي الجيش وكلهم يفتقدون للدراية بالمهنة.

هل تتواصلون مع عمال الشحن بباقي مطارات المغرب؟ وما موقفهم من إضرابكم؟

الغاية من إدخال مقاولات المناولة إلى مطارات المغرب، قبل 20 سنة، في الحقيقة، هي منع تواصل العمال على صعيد وطني وتشتيتهم حتى لا يكونوا قوة ضاغطة. إضافة إلى هذا فإن عمال الشحن في باقي المطارات قلة عدديا مقارنة بعددنا نحن. لكنهم يراقبون، بدون شك، الوضع عن كثب لأن لديهم نفس شركات المناولة، ونفس ظروف العمل السيئة.

ما موقف ربابنة الطائرات ونقابتهم من إضرابكم؟

الربابنة بمطار محمد الخامس سبق أن خاضوا معارك ضد إدارة الخطوط الملكية المغربية. وهم متضامنون معنا. ونقابتهم لا تدعم إدارة المطار. 

كلمة إلى أنصار الطبقة العاملة؟

بالنسبة لي، أولا: يجب على أخواتنا وإخواننا العمال،بالقطاع العام والخاص، ومهما كانت مسميات مجالات عملهم-هن،أن يكونوا يدا واحدة، ويساندوا بعضهم البعض. فنحن في حاجة إليهم اليوم للتضامن والضغط على شركات المناولة وعلى إدارة مطار محمد الخامس حتى انتزاع الحقوق. كما سيكونون في حاجة لنا لدعمهم في معاركهم. ثانيا: يجب أن يلتفوا حول منظمتهم النقابية.

شارك المقالة

اقرأ أيضا