استمرار اعتصام عمال في عمق منجم سيدي أحمد بجبل عوام… وسير نحو المجهول بعد انقطاع الصلة بالمعتصمين

لليوم التاسع على التوالي يستمر اعتصام عدد من عمال شركة تويسيت المنجية المستغلة لمناجم جبل عوام بإقليم خنيفرة.
ولم يكن لجوء العمال إلى هذا الشكل النضالي المحفوف بمخاطر متعددة ومتنوعة في عمق يصل 650 متر سوى لسببين:
أولا : تردي الأوضاع الاجتماعية للعمال، والإفراط في استغلالهم، بما فيها بواسطة ما يسمى المناولة، المؤدي إلى إنكار العديد من حقوقهم، دون أي اهتمام من الجهات المعنية على صعيد وزارة التشغيل ووزارة الطاقة والمعادن
ثانيا: تعامي وتصامم إدارة الشركة، ولامبالاتها بمعاناة العمال، وبمطالبهم المشروعة، رغم المساعي النقابية المتعددة، محليا ووطنيا.
فبعد اتفاق مع جهة نقابية مقربة من الإدارة في شهر يناير، بعد اعتصام شبيه بالاعتصام الجاري، تواصل إدارة الشركة رفضها التفاوض مع الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النقابة الممثلة للعمال المعتصمين حاليا.
فقد ترتب عن الاتفاق المبرم مع النقابة المقربة عدد من المكاسب الضئيلة مقارنة مع ما سبق في اتفاقات أخرى. وهو ما عبر الاتحاد العام للشغالين عن سعيه لتحسين تلك المكاسب بتنظيم اعتصام أول.
هذا الاعتصام الأول لم تهتم به إدارة الشركة، وظلت على تعنتها. ورغم ما أبان عنه نقابيو الاتحاد العام من مرونة برفع الاعتصام الأول، لم تتخل إدارة الشركة عن موقفها المتجاهل لمطالب الأجراء. بل زادت حدة التوتر بطرد المعتصمين من العمل.
وهذا ما دفع العمال إلى تنظيم الاعتصام الحالي المستمر منذ بداية مارس .
ورغم الظروف القاسية والخطيرة التي يعتصم فيها العمال، وكذا ما للاعتصام من تأثير على عملية الإنتاج والتي قد تنتهي بكارثة شبيهة بغرق عاملات غرقا بشركة النسيج طنجة، لا تزال إدارة الشركة المنجمية متعنتة وصامتة.
وإن كانت الشركة تراهن على استنزاف قوى العمال، فإنها قد تؤدي بتعنتها إلى تعقيد المشكل، أو حصول ما لم يكن في الحسبان بفعل خطورة ظروف الاعتصام. وقد أثار انقطاع الصلة بالمعتصمين وتعذر إيصال الأكل إليهم مخاوف النقابيين وعامة الشغيلة والأسر العمالية من حصول مكروه.
إن إصرار مختلف الأطراف المعنية، محليا و إقليميا ووطنيا، على تجاهل مختلف أطوار هذا النزاع الاجتماعي، وتفاقمه المتزايد، وما خلفه من معاناة مئات الاسر العمالية، وكل الاحتمالات السلبية الواردة، يجعل المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على تلك الأطراف المصرة على التجاهل. أما الشغيلة فإنهم يمارسون حقهم في التعبير عن رفضهم العمل في ظروف خطيرة وشاقة ومضنية مقابل أجور البؤس و


الحرمان من العديد من المكاسب التي يستفيد منها عمال مناجم أخرى. ونقابتهم قامت بواجب إعلام المعنيين والرأي العام عبر بياناتها.
واجب التضامن مع العمال في معركتهم من اجل العمل والحياة اللائقين واجب كل نقابي، مهما كانت الانتماءات، وواجب جميع أنصار الحقوق الإنسانية، والمناضلين ضد الظلم الاجتماعي.
فلنمارس هذا التضامن الواجب كل من موقعه.
النصر لكفاح العمال.

صحافي متضامن

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا