احتجاجات تلاميذ عارمة تعم المغرب ضد فرض توقيت غير مناسب

الشباب و الطلبة9 نوفمبر، 2018

 يوم الأربعاء 7 نوفمبر الجاري،  بدأ تلاميذ المغرب بمدن عديدة ينظمون أشكال احتجاج بالشارع، من وقفات ومسيرات، تعبيرا عن رفضهم  تعسف الدولة التي فرضت على الشعب توقيتا لا يلائم السير العادي للحياة اليومية لملايين البشر. فسواء  العمل أو الدراسة، عبرت فئات عريضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضها للتوقيت المفروض.

يدل هذا القرار الجائر، من جديد، على أن المشرفين على تدبير شؤون المغرب لا ينصتون لتظلمات الناس البسطاء، ولا يهمهم في شيء أن يعاني ملايين البشر من جراء سياستهم.

وفي قطاع التعليم أكدت نقابات المدرسين رفضها للتوقيت المفروض، وذلك عند استقبال وزير التربية الوطنية لرؤساء نقابات التعليم مساء يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018. غير أن قيادات هذه النقابات لم تنتقل بعد إلى تجسيد هذا الرفض في فعل نضالي، كما فعل التلاميذ تلقائيا.

التوقيت المفروض سبب إضافي فتح الباب لغضب التلاميذ المتراكم بفعل العديد من المشاكل التي يغرق فيها قطاع التعليم العمومي، من اكتظاظ، وقلة الأطر، وتدهور البنية التحتية للتعليم، والعشوائية في التسيير. وسبق لهذا الغضب أن فاض مرة تلو الأخرى وبتفاوت من مدينة، أو قرية إلى أخرى. لكنه اليوم، بفعل القرار المتعسف الخاص بالتوقيت، يشمل مختلف مناطق البلد من مدن كبيرة، مثل أكبرها الدارالبيضاء وطنجة ومراكش وآسفي وغيرها كثير: قلعة السراغنة وفاس ومكناس وبني ملال وخنيفرة وأزيلال والقصيبة والراشيدية وسوق السبت والعطاوية والحاجب تملالت وامنتانوت وأمزميز، وبركان وغرسيف وميدلت وزايو وقلعة مكونة وزاكورة وتالسينت وتنجداد وانزكان وأيت ملول…

تباينت أشكال التعبير عن الرفض بين وقفات ومقاطعة للدروس ومسيرات إلى إدارات تعليمية أو إلى مقرات السلطة المحلية، تميزت كلها بالسلمية وبرفع شعارات التنديد بقرار الدولة المتعسف، مع الحضور المألوف لشعار الشعب يريد…

ماذا تنتظر قيادات النقابات؟

 ما فتئت قيادات النقابات العمالية تشتكي من تهكم المحكومة من المطالب النقابية، ومرة تلو أخرى تعلن رفضها  لما يسمى “العرض الحكومي”. لكنها كل مرة تمتنع عن اي خطوة نضالية. وجاءت مرات فرصة الانخراط في النضال، فرصة يتيحها نضال الأساتذة المفروض عليهم التعاقد، من إضراب على صعيد وطني ومسيرة بالدار البيضاء. فلا برنامج نضالي لدى القيادات، فيما القواعد منهمكة في مطالب فئوية ضيقة، ليست باي حال في مستوى الهجوم الكاسح على حقوق الشغيلة.

إن أبسط واجبات القيادات النقابية اليوم تنظيم إضراب وطني بموازاة احتجاجات التلاميذ، لتجسيد ما تدعي من رفض للتوقيت المفروض، ومن أجل المطالب النقابية العالقة.
تلاميذ المغرب … إلى الأمام

 يعاني التلاميذ من أوضاع الدراسة المتردية، ومن أوضاع المعيشة المتزايدة تقهقرا. ولذا يشاركون بمختلف الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها المغرب، أبرزها في السنتين الأخيرتين حراك الريف وجرادة. ويمثل النضال التلاميذي الجاري ضد التوقيت المتعسف خطوة جديدة على درب النضال الشبيبي. فالدولة البرجوازية لا تنظر للشباب المتمدرس  سوى كخزان  مرشح للبطالة بقصد الضغط بهم على الأجور وأوضاع الشغل، وكخزان لليد العاملة الرخيصة المستغلة في أوضاع الهشاشة القصوى.

لا خيار امام الشباب غير الكفاح، وقسم منهم ينزل إلى الشارع لأول مرة، إنه يتمرن على النضال الذي ليس من خلاص خارجه. فالتلميذ سيلج الجامعة العمومية ليجد خرابا على خراب، وبعدها إلى البطالة و الموت البطيء. هذا الواقع الكارثي، قوامه الحكرة والتنكيل، هو ما يرفضه التلاميذ إلى جانب الجماهير الشعبية الكادحة.

 الشارع مدرسة النضال

 النضال تنظيم. وقد أبان التلاميذ عن إدراكهم هذه الحقيقة، بتنظيم مسيرات ووقفات مفوتين الفرصة على قوات القمع التي تتحين فرصة لاتهامهم بالشغب كي تنزل بعصاها وتفكك التعبئة. وتتمثل الدرجة التالية من التنظيم في تشكيل لجان يقظة للحرص على سلمية الاحتجاج، وتجنب الإضرار بممتلكات الشعب داخل المدرسة وفي الشارع. وتنظيم أشكال الاحتجاج بكيفية تضمن أوسع مشاركة. كما يتعين تنظيم النقاش حول المطالب التي ليس التوقيت المفروض سوى واحدة منها. كما يتطلب تقوية النضال التنسيق بين تلاميذ مختلف مؤسسات التعليم في المدينة ومع المدن الأخرى، وهو ما يتقنه الشباب الأكثر استعمالا لوسائل التواصل الاجتماعي.

 إن هذا النضال الجاري اليوم ضد التوقيت هو بحد ذاته نصر لأن ما يكسبه التلاميذ من تجربة سيحتاجونه في الجامعة وبعدها في مواجهة البطالة المفروضة على الخريجين.

 فإلى الأمام

 مزيدا من التنظيم و…. التنظيم

بقلم، بوغافري

شارك المقالة

اقرأ أيضا