كلميم: قمع أهوج للوقفة الاحتجاجية المتضامنة مع الريف والمنادية بمطالب اجتماعية محلية

 

بحفز من الدينامية النضالية في عموم البلد، وبالأخص في منطقة الريف الصامد الذي يعرف انتفاضة حقيقية منذ ما يزيد عن سبعة أشهر، حراك شعبي له حزمة مطالب اجتماعية واقتصادية (مستشفى وجامعة وتشغيل المعطلين…) تمت مجابهتها بالهراوات الغليظة والاعتقالات وتضليل إعلامي مكثف بقصد حجب حقيقية ما يجري.

دفع رد فعل الدولة القمعي على مطالب أهل الريف جماهير مدن عدة إلى الخروج في مظاهرات متضامنة مع الريفيين والريفيات، منددة بالعقاب الجماعي التي تنزله الدولة بهم ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وفي الآن ذاته تشكلت عدة تنسيقيات محلية في مدن كثيرة للنضال الاجتماعي ورفع التهميش عن أقسام واسعة من الشرائح الاجتماعية التي تعاني العوز بفعل سياسات ليبرالية دمرت مكتسبات عقود من التضحيات.

كلميم على درب النضال الاجتماعي

تتكون جبهة النضال ضد الحكرة والتهميش من هيئات سياسية ونقابية وجمعيات وضعت ملف مطالب محلية مستعجلة، على رأسها مستشفى جهوي يقدم خدمات استشفائية لائقة للمرضى ومجهز تجهيزا كاملا، علاوة على المطالبة بالتشغيل الفوري للمعطلين وإحداث جامعة في مدينة كلميم…الخ

 على مدى ثلاثة أيام طارد البوليس ومخبريه مناضلي “جبهة النضال ضد الحكرة والتهميش” في الشوارع والأحياء الشعبية، محاولا منعهم من تعبئة أوسع قاعدة من المضطهدين عبر توزيع نداء الوقفة الاحتجاجية ليوم الأحد 11 يونيو 2017، حوصر المناضلون وصودرت كميات من نسخ النداء.

رغم كل المضايقات استطاع مناضلو الجبهة إيصال صوتهم إلى عدد كبير من المواطنين قصد الالتحاق بوقفة الاحتجاج مساء الأحد المنصرم، حيث حجت أعداد غفيرة من المضطهدين معظمهم شباب.

تدخلت قوات القمع لمنع المحتجين من الالتئام ورفع الشعارات المتضامنة مع الحسيمة ونواحيها. أرتال سيارات البوليس بزيه الرسمي والمدني طوقت مكان الوقفة، وحاولت جاهدة منع المحتجين الذين صمدوا وتشبثوا بتنفيذ الخطوة النضالية. وكذلك كان، واستمرت أكثر من ساعتين. خلف التدخل البوليسي حوالي 11 مصابا، نقلوا إلى مستشفى مدينة كلميم الذي عرفه بدوره حصارا بوليسيا إلى حين خروج المصابين.

أصدرت الجبهة بيانا تنديدا بالقمع، وأعلنت عن عقد جمعها العام يوم الأربعاء 14 يونيو2017 على الساعة العاشرة والنصف ليلا بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، لتقييم ما تم انجازه من خطوات وللتداول في البرنامج النضالي القادم، وتجدر الإشارة إلى أن الجبهة مفتوحة في وجه الهيئات المناضلة قصد الالتحاق والدفاع سويا على مطالب اجتماعية واقتصادية راهنية ومستعجلة.

لقد أرست السياسات الليبرالية إطارا من اللا مساواة الاجتماعية، ففي جانب تكدست الثروة في أرصدة الحكام وأقلية من رجال الأعمال المستفدين من الفساد المستشري، عبر تفويت أملاك الشعب وخوصصة مقدراته الوطنية، وفي الجانب الآخر تعرف الأكثرية حالة عوز وشظف العيش ومصائب لا حصر لها.

تفتح نضالات الحسيمة وتضحيات أبنائها الأبرار، باب أمل آخر بعد أن طي صفحة حركة 20 فبراير 2017. فلتكن دروس وعبر تلك الفترة هي نبراس نضالنا اليوم. لا أمل في استجداء الحكام بالوساطة ولا أمل في انتظار أن يأتي الحل من أعلى.

 تعبئة الطبقة العاملة واقتحامها ساحة الوغى بقيادة ديمقراطية من أسفل ومساندة شعبية من طرف لجان أحياء مشابهة لما ابتكره أهالينا في الحسيمة هي الأمل لا سواه. فلنسعى جاهدين في كلميم وغيرها من المدن إلى ربط الجسور مع الكادحين لنوقظ الغضب الشعبي ونكنس الظلم والاستغلال الجاثم على صدورنا منذ عقود.

مرت ستة سنوات على انطفاء جمرة حركة 20 فبراير، عقبها إحباط ويأس في نفوس طلائع النضال الشباب، ظنا منهم أن هذا النظام لا يقهر، لكن الريفيين كشفوا لنا صدعا في ذلك المعتقد: فلنعد العدة للقادم من الأيام.

بقلم، أحمـــد

شارك المقالة

اقرأ أيضا