بعد استنفاذ كل السبل عمال المحطة الحرارية بجرادة ينتفضون

أخبار عمالية12 مايو، 2025

بقلم- مناضل عمالي
نبذة عن المنشأة
تم بناء المحطة الحرارية بجرادة (الشطر الرابع) سنة 2018، مباشرة بعد الحراك الاجتماعي الذي شهدته المدينة وقد كان التزود بالطاقة الكهربائية وتخفيض الفواتير من أهم المطالب التي رفعتها الساكنة آنذاك…
حصلت الشركة الصينية (CIPCO3) ومقرها بالدار البيضاء على صفقة بناء وتجهيز المحطة وصيانتها بعد إعلانها من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الكهرباء (ONEE)، بعد أن حازت صفقات مماثلة بمنشآت ورززات والجرف الأصفر. وقد تم تحديد إنتاج المحطة في 360 ميجاواط في الساعة (360 MW /H) اعتمادا على الفحم الحجري المستورد (بعد إغلاق مفاحم جرادة نهاية القرن الماضي…) وهو ما يعادل 7٪ من الطلب الوطني على الكهرباء.
استغلال مفرط للعمال، تعسف وسلب للحقوق والحريات
مع دوران عجلات الإنتاج وهدير الآلات، وتصاعد أبخرة الغازات الكربونية من المحطة الحرارية الجديدة بجرادة، بدأت شراهة الرأسمال الصيني المتخلف وشراسة فتكه بالعمال، بمساعدة الشركة المحلية (SOLORAN) وهي مقاولة من الباطن تم التعاقد معها للوساطة في التشغيل (السمسرة في العمال والمتاجرة في بؤسهم- هن)، وهذا ما تكشفه الأوضاع المزرية التي يشتغل فيها أزيد من مائتين من العمال- ات:
– تدني الأجور وهزالتها والتي لا تتعدى في أحسن الأحوال الحد الأدنى (SMIG)، بما في ذلك التي يستفيد منها المؤهلون- ات مثل المهندسون- ات والتقنيون- ات المتخصصون-ات…
– عدم تطبيق بعض بنود مدونة الشغل على علاتها؛
– محاولة فرض بعض القوانين والتشريعات الصينية (المعروف أن شروط الاستغلال بالمصانع والمقاولات الصينية جد بشعة، وهذا ما تستنكره المنظمات النقابية والحقوقية الدولية وتندد به في تقاريرها، وحتى منظمة العمل الدولية تسجل ذلك…)؛
– قساوة ظروف العمل حيث الضجيج الشديد الذي يسببه هدير الآلات الضخمة وتأثيرها على حاسة السمع، انبعاث الغازات الكربونية جراء احتراق الفحم الحجري وتلوث الجو داخل المحطة والمحيط البيئي وما يخلفه من أمراض خاصة التنفسية؛
– عدم احترام الحريات النقابية والتضييق على النقابيين- ات؛
– عدم توفير وسائل الراحة (مرافق صحية، مكان للاستحمام نظرا لطبيعة العمل الملوث، قاعة للصلاة…)؛
وحده النضال يجدي
أمام اشتداد هجمات الشركة، وسعيها الحثيث لفرض شروط عمل تكرس الاستغلال وظروف أقرب إلى العبودية كما وصفتها البيانات النقابية الصادرة… لم يكن من خيار أمام العمال- ات سوى التكتل وتنظيم الصفوف وتأسيس مكاتب نقابية في اطار الكونفدرالية الديموقراطية للشغل (CDT) والاتحاد المغربي للشغل (UMT) الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (UGTM) والنقابة الشعبية للمأجورين (SPS)، ليتم خوض المعركة في إطار تنسيق نقابي موحد بين كل المكاتب، انسحب منه المكتب النقابي التابع للاتحاد العام للشغالين بالمغرب لأسباب غير معلومة… ابتدأت المعركة بـ:
– إصدار بيانات تستنكر الوضعية المزرية ومطالبة بإيجاد حلول؛
– تنظيم وقفات إنذارية داخل مقر العمل؛
– اعتصامات جزئية بالمحطة الحرارية؛
– تنظيم مسيرات شعبية حظيت بتضامن واحتضان من السكان.
هذه الخطوات جوبهت من قبل الشركتين والسلطة الحامية لهما بالثالوث المعهود: تجاهل في البداية، فتسويف ومماطلة، ثم ترهيب العمال لمحاولة ثنيهم- هن عن مواصلة النضالات وذلك عبر الاقتطاع من الأجور، توقيف بعض النقابيين عن العمل، التهديد بالطرد…
كل هذا لم ينل من عزيمة العمال- ات واصراهم- هن على انتزاع مطلب تحسين الوضعية، ونهج منحى تصعيدي للمعركة عبر خوض اعتصام مفتوح داخل المحطة الحرارية في شهر نوفمبر 2024، اضطرت معه الشركتين الصينية والمحلية الى الجلوس لطاولة الحوار والتوصل إلى اتفاق يستجيب للحد الأدنى من المطالب، برعاية السلطة المحلية.
بتراجع العمال والتحاقهم بأماكن العمل وخفوت الحركة الاحتجاجية التصعيدية، خلا الجو لأرباب الشركتين والسلطة الحامية لهما للالتفاف على المطالب، وذلك عبر التماطل والتلكؤ في تنفيذ التزاماتهم، مما اضطر معه عمال المحطة لاستئناف الأشكال تصعيدية، حيث انخرطوا في:
– إضراب مفتوح عن العمل بلغ لحدود اليوم (09 ماي) أسبوعه الثالث؛
– اعتصام مفتوح داخل المنشاة؛
– تنظيم أشكال احتجاجية خارجية: وقفات مسيرات؛
– تنظيم مسيرة بالسيارات في اتجاه ولاية جهة الشرق، صباح يوم 07 ماي 2025 توجت بوقفة احتجاجية وتوجيه رسائل للسلطة الولائية وتحميلها المسؤولية عن أوضاعهم- هن المتدهورة. عرفت الوقفة مشاركة عدد من المناضلين- ات النقابيين- ات من وجدة، وقبل ذلك اليوم وفي محاولة من السلطة المحلية بجرادة تكسير عزيمة العمال ونسف المسيرة، التجأت لأسلوب المناورة عبر الدعوة لجلسة ما أسمته حوارا، لكن طبيعتها المتأصلة أبت إلا أن تكشف عن نفسها، حيث سلم ممثل عنها للوفد النقابي المفاوض منع مكتوب لمسيرة السيارات، مما اضطر الوفد النقابي للانسحاب وإعلانه التشبث بتنفيذ المسيرة.
بعد تنفيذ المسيرة والوقفة أمام مقر ولاية الجهة، اضطر مسؤول وطني بمكتب الكهرباء (ONEE) للتوجه لمدينة جرادة وعقد جلسة حوار مع ممثلي التنسيق النقابي.
وحدة العمال تكسر الأغلال

09-05-2025

شارك المقالة

اقرأ أيضا