حي على التضامن! الثوريون السوريون صامدون دوما !

بقلم: جوزيف ضاهر

يوم الجمعة 4 مارس/ آذار جرت مظاهرات شعبية جماهيرية عبر مناطق سورية المحررة تحت شعار ” الثورة مستمرة” [1]. تم تسجيل أكثر من 100 مظاهرة ذلك اليوم من شمال البلد إلى جنوبه.
عادت روح بداية الثورة في شعارات و أناشيد ديمقراطية غير طائفية مثل “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد”، أو كما كتب متظاهر على لافتة:” أبواب الثورة السلمية تنفتح من جديد” . ورُفع علم الثورة السورية بكل مكان. تجب الإشارة إلى أن القوى السلفية الجهادية ورموزها كانت غائبة عن هذه المظاهرات، فيما نظم جنود جبهة النصرة مظاهرة مضادة أصغر حجما في مدينة معرة النعمان قرب إدلب، ورفعوا شعارات ضد الديمقراطية والعلمانية ومن اجل دولة إسلامية.
جاءت هذه المظاهرات أسبوعا بعدا وقف إطلاق النار المتفاوض عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والذي أبطا وتيرة القتال دون وقفه. وواصلت قوات نظام الأسد وحلفائه قصف ومهاجمة المناطق التي تشرف عليها المعارضة، علما أن ليس بها قوات الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، غير المعنية بالهدنة. وحسب مصادر مختلفة، كان ثمة أكثر من 180 خرق لوقف إطلاق النار من قبل قوات النظام و المعارضة… في الأيام الخمسة الأولى للهدنة البادئة يوم 27 فبراير. بيد أن معظم تلك الخروقات كانت من جانب قوات النظام. وقد قتل 135 شخصا منهم 32 مدنيا في المناطق المعنية بالهدنة و 552 شخصا في المناطق الأخرى.
يجب ان يرحل الأسد !
أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن الدورة المقبلة من “مفاوضات السلام” يجب أن تستأنف في جنيف يوم 10 مارس رغم تحفظات المعارضة التي يتعين عليها، وهي تشتكي من خروقات متعددة لوقف إطلاق النار، ان تؤكد مشاركتها. كما تطالب هذه المعارضة بإطلاق سراح السجناء و ووصول المساعدة الإنسانية طبقا للقرار 2254 لمجلس أمن الأمم المتحدة. وقد ذكر مبعوثها ميستورا أن ” جدول أعمال العملية واضح: أولا، مفاوضات من أجل حكومة جديدة، ثانيا دستور جديد، وثالثا انتخابات برلمانية و رئاسية في اجل 18 شهرا”. في الواقع يبدو رحيل الأسد بعيدا فيما ليس على جدول الأعمال أي تغيير للنظام الاستبدادي لا سيما قوات الأمن…
إن المظاهرات الشعبية العديدة في الأسبوع الأخير ، في بلد تعرض لهذا القدر من السحق بالقنابل والقمع ، مذهلة. وقد أبانت أن السوريين الأحرار مستعدون لانتهاز كل الفرص، حتى مهلة جزئية بين ضربات جوية، لتأكيد مطالبهم و المطالبة بأهداف الثورة. وتذكر شعاراتهم الديمقراطية وغير الطائفية العالم برمته، مرة أخرى، أن ثمة بديلا لنظام الأسد وللقوات السلفية الجهادية، فاعلي الثورة المضادة و الخاسرين في هذه التعبئات. البديل هو مئات ألاف السوريين و السوريات الأحرار هؤلاء الذين تظاهروا. وكما يقول شعار الثوريين :” عد خمس سنوات من بدء الثورة، الشعب لا يزال يريد إسقاط النظام”. إن التضامن العالمي للمجتمع المدني، الذي ينقص الشعب السوري كثيرا، ضروري أكثر من أي وقت مضى.
جوزيف ضاهر
(L’Anticapitaliste – 327)

10/03/2016)
تعريب المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا