سوريا: تعاون إجرامي للقوى العظمى ضد المقاومة الشعبية

بقلم: جوزيف ظاهر وجاك بابل

وراء مختلف الدعايات الدولتية حول “مكافحة الإرهاب” تشهد سوريا هجوما عسكريا مواليا للأسد يهدف بشكل حاسم وضع حد للانتفاضة الشعبية. وفي الوقت نفسه، يحاول الرئيس التركي أردوغان سحق القوات الكردية بما في ذلك بسوريا. وتنفذ إجراءات الحرب الشاملة هذه  بتواطؤ القوى الغربية، على الرغم من بعض الإدانات الكلامية. ويتم دفع المعارضة السورية لمفاوضات تخضعها لشروط نظام الأسد الإجرامي.

في الأسابيع الأخيرة، حققت القوات المسلحة لنظام الأسد مكاسب غير مسبوقة في ريف حلب الشمالي وحاصرت مناطق المدينة المحررة، المقسمة بين النظام وجماعات المعارضة المختلفة منذ 2012.

نظام الأسد مدعوم جيدا…

من أجل ذلك، استفاد نظام الأسد من قوات حزب الله اللبناني والميليشيات الأصولية الشيعية بقيادة إيران، مدعومة بالقصف المكثف للطيران الروسي. وقد فر عشرات الآلاف من المدنيين، باحثين عن ملجأ عند الحدود التركية، أو في بلدة عفرين، الموجودة تحت سيطرة القوات الكردية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD). وقد تسبب القصف الروسي أيضا بدمار هائل للبنية التحتية المدنية مثل آخر مستشفى كبير في المناطق المحررة شمال حلب. وكان رد الرئيس التركي أردوغان على تطورات الوضع هذه بإبقاء الحدود مغلقة، وبعد ذلك قام بدوره بقصف المدن الموجودة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي!

في المناطق المحررة من حلب، والتي لا يزال بها نحو 350 ألف شخص، أقام المجلس الشعبي المحلى مركز أزمات لتوفير وحماية الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والوقود. وخرجت مظاهرات شعبية في أحياء حلب المحررة تطالب فصائل المعارضة المسلحة في المحافظة بالوحدة حول راية مشتركة من أجل سوريا حرة.

في نفس الوقت فر عشرات الآلاف من سكان مدينة درعا في الجنوب، هربا من تقدم قوات النظام العسكرية البرية والقصف الجوي المشترك الروسي ولنظام الأسد. تعرض أحد مستشفيات أطباء بلا حدود (MSF) للقصف في محافظة درعا يوم 9 فبراير. هذا التدخل الروسي الذي استهدف نادرا جدا داعش كان له بدلا من ذلك دور فعال في تقدم قوى نظام الأسد ضد كل المعارضين الآخرين، وفي اليأس الذي يدفع الناس إلى الطرقات. يجب أن يكون لديك عمى صحيفة ليمانيتي Humanité لاعتبار التدخل الروسي في الوضع إيجابيا!

جنيف الثالثة وميونيخ… دفع السوريين إلى الخضوع!

مثل سابقيه، كان مؤتمر جنيف الثالث في نوفمبر فاشلا. واصلت القوات المسلحة للنظام وحلفائه هجومها العسكري، مما دفع اللجنة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية، التي أنشئت في الرياض في ديسمبر 2015، إلى الانسحاب من المفاوضات. حدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة، السيد دي مستورا، 25 فبراير موعدا جديدا من أجل إجراء محادثات جديدة بين النظام السوري والمعارضة في جنيف.

وفي أثناء ذلك، تم شكر الروس والأميركيين لأنهم أبرموا في 12 فبراير بميونيخ اتفاقا لوقف إطلاق النار… يدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع واحد. عندئذ فقط سيتم تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية المحاصرة. لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أضاف فورا أن وقف الأعمال العدائية لا ينطبق على داعش وجبهة النصرة، ضامنا بذلك استمرار الحرب.

مع الشعب السوري ضد جميع أشكال الثورة المضادة

على الرغم من التنافس بينها، فتدخلات القوى الامبريالية ودول المنطقة تشترك نفس الهدف: تصفية الحركة الشعبية الثورية في سوريا التي بدأت في مارس 2011، ومحاولة هزم داعش عسكريا.

يجب على التقدميين والديمقراطيين إدانة كل المشاريع الامبريالية التي تهدف إلى القضاء على الانتفاضة الشعبية السورية. وفي الوقت نفسه، يجب علينا أن نعارض تدخل ملكيات الخليج وتركيا، التي تدافع على مصالحها السياسية وتريد تغيير طبيعة الثورة إلى  حرب طائفية، شأنها شأن الأسد وحلفائه.

يجب علينا أن ندعم مطالب الشعب السوري الملحة، المتمثلة في إنهاء القصف، وإنهاء الحصار، والإفراج عن السجناء السياسيين وعودة اللاجئين والمشردين داخليا. يجب علينا أن ندعم جيوب الأمل هذه التي لا تزال موجودة في سوريا وتتألف من مجموعات مختلفة وحركات ديمقراطية وتقدمية تعارض كل أشكال الثورة المضادة؛ نظام الأسد وحلفائه والجماعات الأصولية الإسلامية.

مزيد من المعلومات على الرابط التالي: HTTPS ://syriafreedomforever.wordpress.com/2016/02/11/la-syrie-ou-la-volonte-des-puissances-imperialistes-de-mettre-fin-totalement-au-soulevement-populaire

 المصدر: https://npa2009.org/actualite/international/syrie-concours-criminel-des-puissances-contre-les-resistances-populaires

تعريب المناضل-ة 

شارك المقالة

اقرأ أيضا